القائمة الرئيسية

الصفحات

فنانون رحلوا وخلّفوا بصمتهم في تاريخ الموسيقى التونسية


عندما نتحدث عن نجوم الفن في تونس، أول أسماء تتبادر إلى الذهن هي صابر الرباعي ولطفي بوشناق ولطيفة والراحلة ذكرى محمد، هذه الأسماء التي لجأت إلى الهجرة لتحقيق الانتشار لا يجب أن تخفي أسماء أخرى تطورت معها الموسيقى والأغنية التونسية عبر التاريخ وكان لها الفضل في انتشارها، هذه الأسماء عاشت في زمن لم تتوفر فيه وسائل الاتصال الحديثة لكنّها مازالت عالقة بأذهاننا و راسخة في ذاكرتنا.
نقدم لكم 10 أسماء لمشاهير الفن عبر التاريخ ساهموا في التعريف بالموسيقى التونسية.

صليحة.. الأسطورة :
مازالت تعتبر إلى حد اليوم مطربة تونس الأولى، صوتها الشجي مازال يصدح في وسائل الإعلام أو في الأفراح والمناسبات وأغانيها مطلوبة حتى من الأجيال الجديدة، ذاكرة الجمهور لن تنسى أبدًا أغنية " فراق غزالي " أو أغنية "يا خاينة بشكون بدلتيني" أو غيرها.
ليس فقط في تونس، فشهرة الفنانة صليحة تجاوزت الحدود التونسية فهي معروفة حتى في الجزائر والمغرب، أين تم احتضانها في فترة الخمسينات وتعاملت هناك مع أكبر وأشهر الشعراء والملحنين.
رغم أنها لم تعش كثيرا، 48 سنة كانت كافية لتترك وراءها رصيدًا غنائيا هاما وإنتاجا غزيرا ساهم في إثراء خزينة الأغنية التونسية، وتخليدا لذكراها سمّي مهرجان للموسيقى في تونس باسمها وأطلق اسمها كذلك على شارع كبير.

الهادي الجويني.. فنان تونس الأصيل :
من الفنانين الذين ساهموا في تطوير وتجديد الأغنية التونسية. هو مطرب و ملحن عرف بحضوره المتميز على المسارح واشتهر بوسامته، صوته وصورته ما يزالان في ذاكرة التونسيين، انتشرت أغانيه وأعماله في المشرق والمغرب ولا زالت متداولة إلى الآن، يرددها مطربو هذا العصر، مثل أغنية "تحت الياسمينة في الليل" و "لاموني إلّي غاروا منّي".
 تعلم الهادي الجويني العزف على العود والترقيم الموسيقي من عازف الفيولونسيل الإيطالي "بونورا"، وبسبب معاشرته للجالية الإسبانية التي كانت تسكن في حيّه، تأثر بالأنغام الإسبانية خاصة الفلامنكو، وظهر ذلك في أعماله الفنية عندما لحن كل الأنماط الموسيقية.

الفنانة عليّة.. ساحرة القلوب :
اسم خلد في تاريخ الفن التونسي، كانت من ألمع مطربات المغرب العربي في فترة الستينات، بدأت مشوارها الفني في سن الرابعة عشر، وبعد استقلال تونس أصبحت مطربة الإذاعة التونسية وقدمت عديد الأغاني الوطنية من أشهرها "بني وطني" وذلك احتفاء بانتصار تونس على المستعمر الفرنسي.
إلى جانب الموسيقى تألقت الفنانة علية كذلك في المسرح من خلال أدوار نجحت في تجسيدها كما كانت لها مشاركات سينمائية، وتوفيت في 19 مارس 1990 .

أحمد حمزة.. فنان الشعب :
فنان شعبي أصيل اشتهر بأداء الأغاني ذات الطابع الشعبي، وهو أول فنان تونسي لقب بسفير الأغنية التونسية في المنطقة العربية وفي أوروبا والولايات المتحدة ويعود الفضل في ذلك لأغنية الشهيرة التي انتشرت في العالم العربي والغربي وتغنى بها أكثر من فنان "جاري يا حمودة".
ولد سنة 1932 وتوفي عن عمر يناهز 81 سنة. 
بدأ رحلته الفنية مبكرا إذ كان يغني بعض الأغاني الشرقية لفريد الأطرش ومحمد فوزي في حفلات الزفاف والختان، وبعد أن أثبت تميزه انضم إلى فرقة الإذاعة التونسية، سافر لمصر وغنى مع كبار الفنانين على غرار محمد عبد الوهاب.

علي الرياحي :
يعرف باسم "سيدي علي الرياحي" ويلقب "بمطرب الخضراء" وهو أول ملحن تونسي يمزج بين القالبين التونسي والشرقي وأول من أدخل الإيقاع الإفريقي على الألحان التونسية، كما يعدّ من الرموز التي ساهمت في وضع الأغنية التونسية في الطريق مستلهما من كل أنواع التراث الموسيقي والغنائي.
خلال مسيرة لم تتجاوز الـ40 سنة، ترك الفنان علي الرياحي ما لا يقل عن 500 أغنية موزعة بين تونس والجزائر والمغرب وليبيا ومصر، أهمها أغنية "عايش من غير أمل في حبك" و "يالي ظالمني" و توفي على الركح عندما كان يغني في إحدى حفلاته عام 1970.

السيدة نعمة :
اسمها الأصلي حليمة، ابتدأت مشوارها الفني بالغناء في الأفراح العائلية وبسرعة كبر اسمها ووصل صدى صوتها إلى عدة ملحنين وشعراء لتجد الفنانة نفسها تغني على أهم المسارح في البلاد جنبا إلى جنب مع مطربين مشهورين.
لم تكتف بالغناء في لون واحد وغنت في كل الأغراض والمقامات حتى تجاوزت شهرتها تونس لتحل بليبيا والجزائر والمغرب وفرنسا فأصبحت تقيم العديد من الحفلات في هذه البلدان، قبل أن تنتقل إلى مصر لإثراء تجربتها الفنية.
تركت رصيدا كبيرا من الأغاني يقدر بحوالي بـ 360 أغنية من تلحين فنانين من تونس وليبيا ومصر، وأهم أغانيها "الليلة آه يا ليل" و " مكحول الأنظار" و "صالحة".. 

إسماعيل الحطاب.. شيخ المطربين :
فنان شعبي اشتهر بأداء الأغاني البدوية، وبالخصوص فن المزود الراقص الذي يغنّى في حفلات الأعراس. له جمهور غفير خاصة في مدن الجنوب التونسي، ترك بصمته في الأغاني الشعبية التونسية حيث لا يزال يتصدر إلى حد اليوم قائمة الفنانين الشعبيين المحبوبين في البلاد.
غيبّه الموت سنة 1994 زمن أهم أغانيه التي مازالت تردد إلى الآن : الخمسة إلّي لحقوا بالجرة، بين الوديان ودزيتيلي هاني جيتك.

محمد الجموسي : صاحب الروائع الخالدة :
محمد الجموسي مطرب وملحن تونسي لحن لكبار الفنانين واشتهر بتلحين وأداء الكثير من الأغاني التي لا تزال مسموعة ومطلوبة إلى اليوم علي غرار أغنية "ريحة البلاد" و"تمشي بالسلامة" وقد تغنّى بأعماله الكثير من المطربين أهمهم الفنانة وردة الجزائرية والفنان السعودي طلال مدّاح.
من مواليد يوم 12 جويلية 1910 ، عاش 72 سنة كانت له فيها إضافة إلى الموسيقى تجارب سينمائية عديدة مع ألمع نجوم الفن السابع وقتها على غرار يوسف وهبي وفريد شوقي وشادية وفاتن حمامة، كما كانت له مشاركات في أفلام أجنبية فرنسية وإيطالية.

راؤول جونرو : مطرب الأفراح :
هو فنان تونسي يهودي الأصل اشتهر وتألق في نهاية العشرينات وحقق شهرة لا مثيل لها في تونس وخارجها وكان له الفضل في الترويج للأغنية التونسية في الخارج خاصة فرنسا التي عاش فيها لفترة.
امتاز بلون موسيقي مميز حيث اهتم بأداء الطبوع التونسية وأداء أغاني الأفراح كالختان والحج والولادة والزفاف سواء على مستوى التلحين أو الكلمات، من أغانيه المشهورة "يا ديني محلالي فرحو" التي لازالت تغنى إلى اليوم في جميع الأفراح كما غنّى التعليلة التي تقدم في حفلات الختان بعنوان "المطهر" وتعليلة العروس بعنوان "لا إله إلا الله".

الصادق ثريا : رمز الفن التونسي :
أحد الأسماء التي أنارت المشهد الموسيقي التونسي على امتداد سنوات، اختص في الموسيقى الأصيلة التي تمزج بين المقامات الشرقية والطبوع التونسية مع المحافظة على اللهجة التونسية للأشعار التي ينتقيها لألحانه وترك رصيدا قيما وثريا في هذا المجال.
ولد الصادق ثريا سنة 1920 وفارق الحياة سنة 2003. ومن أهم الروائع التي تركها أغاني "زوز حمامات" و"البارح نحلم بالغنجة" وغيرها من الأغنيات التي ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.