"أريار لقدام" – سلسلة على يوتيوب تستحق المشاهدة!
إذا كنتم تبحثون عن عمل يجمع بين الكوميديا والنوستالجيا، فـ "أريار لقدام" هو الخيار المثالي. هذه السلسلة العائلية بامتياز تحمل فكرة رائعة، حيث وجدت فيها نفسي تمامًا. ربما لن يستوعبها الجميع، لكنها ستلامس قلوب جيل الثمانينات والتسعينات، أولئك الذين يشعرون بالحنين إلى تلك السنوات الجميلة.
جميع الممثلين أبدعوا في أدوارهم، من المتألقة وجيهة الجندوبي، إلى بسام الحمراوي، وحتى من أدى دور بلها، وصولًا إلى الممثلين الجدد مثل الطفل شكري، الذي تألق رغم تجربته الأولى. هذا السيتكوم يعبر عنّا، نحن الذين دخلنا في مرحلة الكهولة من الناحية العمرية، حيث تبدأ في رؤية كل شيء قديم كأنه أجمل، وتندم على ما لم تفعله أكثر مما تندم على ما فعلته.
"أريار لقدام" يعيدنا إلى ذكريات الطفولة، إلى أيام المدرسة الابتدائية والثانوية، قبل تقسيم التعليم إلى أساسي وإعدادي. إنه يعيد لنا تفاصيل الماضي: أجهزة التلفزيون القديمة، أشرطة الفيديو ، إذاعة الكاسيت، الووكمان، الهاتف العمومي، ألعاب الطفولة مثل البيلة المربعة، والرسوم المتحركة التي كبرنا معها مثل سالي، جنغر، ساسوكي، افتح يا سمسم، بال وسيباستيان، ماجد لعبة خشبية، وغيرهم. كما يسترجع المسلسلات الكلاسيكية التي لا تُنسى مثل ليالي الحلمية، الأرض الطيبة، ورأفت الهجان.
أكثر ما أعجبني هو فكرة بسام الحمراوي، الذي أبدع في تمثيله وإخراجه، حين قدم لنا شخصية تعود إلى الماضي لتعيش تفاصيله، حيث يرى عائلته وهم أطفال، يراقب تجمعاتهم، خلافاتهم، مشاكلهم، ويمنحهم لمحات مما سيحدث لهم في المستقبل بطريقة كوميدية ولكنها مؤثرة في نفس الوقت. هذه الفكرة تجعلك تفكر: ماذا لو أتيح لك الرجوع إلى الماضي والعيش في زمن مختلف، مع أشخاص كنت تتمنى أن تكون معهم؟ كيف سيكون شعورك لو رأيت نفسك تكبر أمام عينيك؟
هذا السيتكوم يجمع بين الضحك والبكاء، ويقدم فكرة عبقرية تعيدك إلى ماضيك، ماضي عائلتك، جيرانك، وأحبائك. تخيّل نفسك في 2025 ثم فجأة تجد نفسك تعيش في 1991! وتخيّل أنك ترى أمامك شخصًا عزيزًا فقدته، وتمنحك الحياة فرصة أخرى لاحتضانه، لمسه، وسماع صوته... أليست هذه أعظم أمنية؟
بسام الحمراوي أبدع في التمثيل، الإخراج، السيناريو، التصوير، الموسيقى، وكل تفاصيل العمل. العيب الوحيد في هذه السلسلة؟ أنّ حلقاتها قصيرة جدًا!