تأسس النادي الإفريقي يوم 04 أكتوبر 1920، بمنطقة باب الجديد بالمدينة العتيقة للعاصمة التونسية، وبالتحديد في مخزن الصوف الموجود في حي المركاض، لخلافة نادي الملعب الإفريقي (تأسس سنة 1915 وتم حله في 1918). وقد ترأس النادي آنذاك البشير بن مصطفى، وكان جمال الدين بوسنينة نائباً له وحسان النويصري أميناً للمال، فيما كان اللاعب التونسي محمد مالوش أول قائد للأفارقة.
وجاء تأسيس الأحمر والأبيض سنة واحدة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى التي كشفت عن الوجه القبيح للإستعمار الفرنسي الذي كانت ترزح تحته تونس منذ سنة 1881، الأمر الذي أيقظ الوعي السياسي والإجتماعي والثقافي داخل المجتمع التونسي وخاصة لدى فئة الشباب التي عملت جاهدة على تأكيد الهوية التونسية الإسلامية ومحاربة المحاولات الاستعمارية لطمسها وتهميشها، وهو ما تجلى خاصة في تأسيس الحزب الحر الدستوري كتعبير عن يقظة هذا الوعي.
ترسيخ للهوية التونسية :
لم يكن من السهل في هذا المحيط الفرنسي المعادي للهوية التونسية والراغب في طمسها أن ينشأ منذ عشرينيات القرن الماضي ناد تونسي لحما ودما مدافع عن الهوية مرسخا لها في صفوف الناشئين. وفي هذا السياق، إختار الآباء المؤسسون لفريق الشعب مواجهة الإدارة الاستعمارية من خلال الإصرار على أن يكون رئيس النادي تونسي الجنسية ومسلم الديانة، وهو ما كانت ترفضه القوانين المنظمة للنشاط الرياضي في تلك الحقبة التاريخية، والتي تفرض أن يكون رئيس النادي فرنسي الجنسية.
ولم يكتف الآباء المؤسسون بهذا التحدي بل أردفوه بتحد ثان من خلال اختيار اللونين الأبيض والأحمر كلونين مميزين للنادي، والأبيض والأحمر هما اللونان اللذان يتكون منهما العلم التونسي.
و إمعانا في التحدي اختاروا أن يوشح قميص النادي وفي مستوى قلب حامله شعار يتكون من نجمة وهلال وهما من مكونات العلم التونسي من ناحية ورمز للهوية الاسلامية التي كان الاستعمار يعمل على تذويبها. ومن هذه الزاوية فقد ساهم النادي الافريقي في إحياء الوعي الوطني وواكب تطوره ولعب دورا في النضال ضد الاستعمار، وفي كل التحولات الاجتماعية التي عاشتها تونس منذ الاستقلال وإلى حد الآن.
وللنادي الافريقي إسهام متميز ولا شبيه له في العمل على مقاومة ثقافة الإنحطاط، وتكفي الاشارة برأيه إلى الدور الذي لعبه أغلب مؤسسيه في تأسيس المعهد الرشيدي الذي ساهم في إنقاذ التراث الموسيقي التونسي وفي التصدي للنزاعات الموسيقية المنحطة التي كانت تهدف إلى تبليد الوعي وتكريس تخلف الذائقة الفنية وانحطاطها.
تاريخ زاخر بالأمجاد والبطولات :
بعد مخاض التأسيس وضعف الموارد المالية الذي رافق السنوات الأولى لانبعاث النادي ومحاولة الزعيم الراحل الحبيب بورڨيبة سنة 1930 دمج الفريق بغريمه الأزلي الترجي الرياضي والتي قوبلت بالرفض القاطع لكبار النادي، إنظم الفريق إلى القسم الأول للبطولة التونسية سنة 1937 ولم يغادره منذ ذلك التاريخ. وتحصل النادي على أول بطولة له موسم 1946-1947 على حساب الترجي الرياضي و1947-1948 على حساب النجم الساحلي. في سنة 1956 تمكن النادي الإفريقي من الوصول إلى نهائي كأس تونس لأول مرة في تاريخه لكنه هزم 3-1 أمام الملعب التونسي وأنهى البطولة في المركز الثالث.
بعدها تراجعت نتائج الفريق بشدة وأقصي في العديد من المرات من الأدوار الأولى للكأس وتحصل على مراتب متأخرة في البطولة مما دفع المسيرين لانتداب المدرب الإيطالي فابيو روكيجياني والذي شهر بحسن تكوينه للشبان. هذه السياسة على المدى الطويل ساعدت الفريق على تحسين وضعيته.
2008 والعودة إلى الأمجاد :
بعد ذلك غاب النادي الإفريقي عن التتويجات مجددا لمدة 10 سنوات تخللها الفوز بكأس تونس سنة 2000، ليعود تحت قيادة المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة ويحرز لقب البطولة للمرة 12 في تاريخه بفضل فريق ممتاز على رأسه الأسعد الورتاني وألكسيس إينام ماندومو ووسام بن يحيى ويوسف المويهبي، دون نسيان حارس المرمى عادل النفزي الذي حطم الرقم القياسي للبطولة ب1269 دقيقة من اللعب دون قبول أي هدف، من الدقيقة 38 للجولة الثامنة إلى الدقيقة 48 للجولة 22. في موسم 2008-2009.
بعد ذلك، ورغم وصوله إلى نهائي كأس الكاف سنة 2011 تحت قيادة المدرب المخضرم فوزي البنزرتي والهزيمة بركلات الجزاء أمام المغرب الفاسي، لم ينجح الإفريقي في حصد أي لقب يذكر إلى حدود سنة 2015 أي توج باللقب 13 في تاريخه تحت قيادة المدرب الفرنسي دانيال سانشاز، قبل أن يحرز لقب الكأس لمرتين متتاليتين (2017-2018).