تزخر كتب التاريخ الحديث بفصول مختلفة من نضال الشعوب ومقاومتها للمستعمر والمحتل وهي في أكثر الأحيان متشابهة، سلكت ذات الدروب بداية من الكفاح المسلح إلى الشعر والغناء والأدب لتصل إلى المستطيل الأخضر.
واعتبر كثيرون أن "النضال الرياضي" المتمثل في إنشاء نوادي كرة القدم أو منافسة فرق تابعة للمستعمر يندرج تحت باب المقاومة، فالانتصار في الملعب يُعادل ضربة عسكرية أو إنجاز ثوري بامتياز.
وشهدت أواسط العشرينيات من القرن العشرين بروز جمعيات رياضية تونسية مثل الترجي الرياضي والنادي الإفريقي والنادي الصفاقسي والنجم الساحلي، وكان وراء تأسيس هذه الجمعيات نخبة من الشبان الوطنيين الذي راموا بإنشاء هذه الجمعيات تأطير الشبان التونسيين وتأهيلهم على المستوى البدني والنفسي والوطني.
الترجي والحركة الوطنية :
سنة 1918 مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى انعقدت جلسة بين فريقين استعماريين وهما الملعب الإفريقي والملعب التونسي انتهت بدمج الفريقين وتأسيس الاتحاد الرياضي التونسي.
ولعب الترجي خلال السنة الأولى لتأسيسه باللونين الأبيض قبل أن يُغير زيه إلى الأحمر والأصفر بقدوم الدكتور الشاذلي زويتن سنة 1920.
و أصبح الترجي التونسي من الأندية التي "ترمز للحركة الوطنية"، لا سيما أنه ضم في صفوفه لاعبين تونسيين حصرًا، وكان أول رئيس لتونس قريبًا من الترجي ومن الطبقة الشعبية التي سكنت المنطقة (باب سويقة) ويحضر المقابلات (المباريات) وكان من بين مستشاريه لاعب من الترجي، وتولى الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة منصب نائب رئيس النادي عام 1931، قبل تأسيس حزب الحر الدستور الجديد عام 1934، وذلك من أجل بناء زعامته الوطنية.