في زمننا، أصبح الحاسوب رفيقًا دائمًا لكل فرد في الأسرة، لكن الإفراط في استخدامه، قد يؤدي إلى إهمال الدراسة والصحة والواجبات اليومية. ومن هذا المنطلق، وجدت نفسي مضطرة للتحاور مع أختي الصغيرة التي أصبحت مدمنة على الحاسوب منذ أن حصلت عليه هدية في عيد ميلادها.
ذات امسية دخلت غرفتها فوجدتها كما تعودت: منحنية على شاشة الحاسوب، عيناها محمرّتان من السهر، ووجهها شاحب يشكو الإرهاق. اقتربت منها وقلت بلطف:
– "أختي الحبيبة، لاحظت أنك أصبحت تقضين ساعات طويلة أمام الحاسوب، و هذا يضرّ بصحتك ونظرك وظهرك. ألا تشعرين بالتعب؟"
أجابتني دون أن ترفع عينيها عن الشاشة:
– "الحاسوب ضروري في حياتنا اليومية! أستخدمه في الدراسة، وفي التعلّم ، وأحيانًا للترفيه."
ابتسمت وقلت:
– "صحيح، لا أنكر أن الحاسوب أداة قوية ومفيدة، لكنه يصبح خطرًا عندما يتحول إلى إدمان. ألا تلاحظين أنك أصبحت تهملين واجباتك؟ دروسك، صلاتك، وحتى جلوسك معنا كأسرة؟"
أطرقت برأسها قليلًا، فواصلت كلامي:
– "التوازن هو الحل. خصّصي وقتًا للحاسوب، ووقتًا للراحة، ووقتًا للعائلة. لا تدعي آلة تسرق منك أجمل لحظات حياتك. حافظي على صحتك، على عينيك، على مستقبلك. ستندمين لاحقًا إن استسلمتِ لهذا الإدمان."
رفعت أختي عينيها وقالت بخجل:
– "أنتِ محقة... لم أكن ألاحظ كل هذا. سأحاول أن أغير سلوكي، وأوازن بين متطلباتي اليومية واستخدامي للحاسوب. شكرًا لأنك تهتمين بي."
لقد أدركت من خلال هذا الموقف أن التوجيه بأسلوب هادئ وحوار بنّاء هو المفتاح الحقيقي لتغيير السلوك. فالحاسوب أداة نافعة و التكنولوجيا في حدّ ذاتها ليست خطرًا، بل طريقة تعاملنا معها هي ما يحدّد أثرها في حياتنا. ولذا، علينا أن نستخدمها بوعي وحكمة، ونساعد من نحب على السير في طريق التوازن والاعتدال.